رأى نائب كسروان المستقل العميد الركن المتقاعد شامل روكز، ان الجديد والمؤسف في المشهدية الأمنية في جنوب لبنان، كان الاحتكاكات المذهبية في حاصبيا، على خلفية إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة من جهة، واحتجاز راجمة صواريخ لحزب الله من جهة ثانية، وهي احتكاكات لا تقل خطورة وتداعيات عن سيناريو الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، فيما الحكومة والمسؤولون اللبنانيون غائبون عن الوعي، وكأن ما جرى ويجري تدور مشاهده في كوكب آخر، متمنيا على الجميع التحلي بالمسؤولية، وعدم الانزلاق الى توترات مذهبية تدخل لبنان في نفق امني لا تحمد عقباه، وذلك بالتوازي مع وجوده في نفق الأزمة الاقتصادية الخانقة.
ولفت روكز في تصريح لـ «الأنباء» إلى ان السؤال الكبير الذي يطرح نفسه على خلفية الأحداث الأخيرة في جنوب لبنان، هو مدى وكيفية تطبيق القرار الدولي 1701، سواء تجاه الخروقات الإسرائيلية، أو تجاه إطلاق الصواريخ من الداخل اللبناني، الأمر الذي يرسم في المقابل، علامات استفهام كبيرة، أولا حول الجدوى من وجود قوات الطوارئ الدولية في الجنوب، وثانيا حول مسؤولية الدولة اللبنانية في ضبط الوضع ضمن منطقة الـ 1701، ما يعني ان التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب، سيكون لاحقا خلال مفاوضات التمديد لها من عدمه، محط تقييم لدورها وصلاحياتها وكيفية تدخلها.
وردا على سؤال، أكد روكز ان الجيش اللبناني وحده، مخول بالرد على الاعتداءات الإسرائيلية، وذلك انطلاقا من كونه الوحيد الذي يملك شرعية الرد والتعاطي مع الاعتداءات الإسرائيلية، وكيفية معالجة التطورات العسكرية والأمنية سواء كان على الحدود مع فلسطين المحتلة، أو في أي منطقة أخرى من جغرافية الدولة اللبنانية، علما ان الجيش اللبناني قادر على المواجهة والتصدي، ويملك كفاءات وقدرات قتالية عالية، والأهم منه، ان رد الجيش يأتي مصانا ومحاطا بتأييد الشعب مصدر السلطات، فكفى محاولات يائسة لتشويه دوره وقدراته ومناقبيته.
على صعيد مختلف، وعن تقييمه لمسار تشكيل الحكومة، عاد روكز ليؤكد من جديد، أنه لا بديل عن حكومة من متخصصين مستقلين، ومن خارج البصمات الحزبية والسياسية، لأن من أوصل البلاد إلى هذا الدرك من الانهيار، لا يمكن ان يكون هو المنقذ، مشيرا إلى ان أهمية الحكومة المستقلة، أنها لا تسمح بتسلل التجاذبات السياسية إلى صفوفها كفريق عمل متجانس وكفؤ، ولا تنعكس سلبا لا على جودة عمل الوزراء، ولا على خبراتهم في كيفية معالجتهم للوضعين الاقتصادي والنقدي، من هنا يؤكد روكز ان أي حكومة تتشكل على قاعدة المحاصصة والتوزيعات الطائفية والسياسية والحزبية، ستكون مرآة لسابقاتها التي أدخلت لبنان واللبنانيين في فم التنين.
وختم روكز مؤكدا على ضرورة المؤتمر الدولي لإنقاذ لبنان، خصوصا ان المؤتمر ليس دعوة للتدخل عسكريا، انما فقط لإنهاء الوضع الشاذ المتحكم بلبنان.
الانباء – زينة طبَّارة