عاد الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا أمس ليعقد اللقاء السادس مع رئيس الجمهورية ميشال عون على نية تشكيل الحكومة، وسط تفاؤل مشوب بالحذر، ومقرون بالخشية من العودة إلى عد الزيارات التي تحولت إلى أرقام مجردة بغياب النتائج الملموسة.
وأكد ميقاتي عقب الاجتماع أن «الصمت أبلغ الكلام»، معلنا أن الأمور أصبحت في خواتيمها. وردا على سؤال حول ما يحكى عن المداورة بين الوزارات السيادية، قال إن ذلك لا يعدو كونه معلومات صحافية، وإذا كان هناك عدم مداورة بين الطوائف فإنه سيشمل كل الحقائب.
وكانت مصادر الرئيس المكلف قالت ردا على ما تردد عن استعداد الرئيس نبيه بري التخلي عن وزارة المال مقابل حصوله على وزارة الداخلية، مؤكدة أن ميقاتي لا يتمسك بأي حقيبة لأي طائفة، لكنه حريص على التهدئة السياسية، لذلك دعا إلى عدم «حركشة وكر الدبابير» ما يعني التوزيع التقليدي للحقائب السيادية الأربعة وهي: المالية والخارجية والدفاع والداخلية، التي يقول وزير الداخلية السابق مروان شربل ان ميقاتي لن يتنازل عنها.
ولفت ميقاتي إلى أنه كان هناك حيز من الحديث مع عون حول التصعيد في الجنوب، متمنيا أن تهدأ الأوضاع هناك، ووجه تحية للجيش على الدور الذي يقوم به، مؤكدا أن لبنان ملتزم بالقرار 1701.
في المقابل، تستبعد المصادر المتابعة ان يتأثر موقف الرئيس عون بالدفع الدولي الذي كان جليا في مؤتمر باريس لدعم الشعب اللبناني الذي كان محملا بالرسائل، وأكثر من ذلك فإن قناة «أو تي ڤي» الناطقة بلسان التيار العوني لا ترى حكومة، قبل التوقيع على مرسوم التشكيل، وهذا التوقيع ليس مضمونا إلا على تركيبة تراعي الدستور والميثاق والمعايير الواحدة، وتكون مبنية على برنامج واضح للإنقاذ يكون قابلا للتطبيق.
هذه الشروط خلت من العنصر الأهم في رزمة الأسباب المعرقلة لتأليف الحكومة، والذي يتمثل في لقاء الرئيس المكلف «رئيس الظل» في بعبدا، والمقصود النائب جبران باسيل، الذي التقاه ميقاتي على عشاء، لكنه لا يحبذ لقاءه كشريك في تشكيل الحكومة.
وتقول المصادر المتابعة ان ميقاتي تلقى نصائح بوجوب لقاء النائب باسيل مباشرة علهما يجدان قاسما مشتركا يمكن البناء عليه لتأليف الحكومة.
ويراهن ميقاتي على الدفع الدولي لتأليف الحكومة، الذي تجلى في مؤتمر باريس الأخير وفي موقف الإدارة الأميركية، وفي كلام البابا فرنسيس وفي وعود صندوق النقد الدولي، كفرص يجب عدم إضاعتها.
صحيفة «نداء الوطن» توقعت وصول الرئيس عون إلى الصدام مع الثنائي الشيعي في حال إصراره على المداورة في الوزارات، ليصل إلى وزارتي الداخلية والعدل، آملا الإمساك بدفة الانتخابات النيابية المقبلة، وتعويض القليل من الكثير الذي خسره على مختلف المستويات الشعبية والنيابية.
ويقول نعيم عون، ابن شقيق الرئيس عون لقناة «الجديد»، ان عمه الرئيس «يعيش في غرفة ويرى العالم الخارجي من خلال فريق من المرتزقة المصلحجية والسماسرة» وسمى المستشار الرئاسي سليم جريصاتي والمستشار الإعلامي انطوان قسطنطين، فيما جبران باسيل واقع في أزمة ويعتمد الهروب إلى الأمام بحثا عن حلول لأزماته.
الانباء ـ عمر حبنجر
هذا الخبر مصادر تستبعد أن يتأثر رئيس الجمهورية بالضغوط الدولية.. ميقاتي تلقى نصائح بوجوب لقاء باسيل ظهر أولاً في Cedar News.