(رويترز) – في ذكرى مرور عام على الانفجار المفجع الذي شهده مرفأ بيروت، أبدى سكان العاصمة اللبنانية يوم الأربعاء مشاعر غضب وحزن إذ لا يزال كثيرون في حالة حداد يطالبون بتحقيق العدالة.
ورغم انقضاء عام على الانفجار الذي نتج عن تخزين كمية هائلة من نترات الأمونيوم في المرفأ لسنوات دون مراعاة ضوابط السلامة، لم يحاسب مسؤول كبير واحد عما حدث مما يثير غضب كثيرين من اللبنانيين في وقت تعاني فيه البلاد من انهيار مالي.
وتعثر التحقيق اللبناني في الانفجار برفض طلبات لاستجواب بعض كبار الساسة ومسؤولين سابقين.
وسقط أكثر من 200 قتيل وأصيب الآلاف في الانفجار الذي يعد من أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة على الإطلاق والذي شعر به سكان في قبرص على بعد أكثر من 240 كيلومترا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يقود الضغوط الغربية من أجل الإصلاح في لبنان، إنه ينبغي لزعماء البلاد إطلاع الشعب على الحقيقة، وانتقد النخبة الحاكمة مجددا لفشلها في التعامل مع الأزمة الاقتصادية.
وينظم أقارب الضحايا مظاهرات للمطالبة بإحقاق العدل لمن فقدوا أرواحهم.
قال خوسيه كيليشيان أحد سكان ضاحية برج حمود في بيروت إنه لم ينس أحد ما حدث وإنها ساعة غضب وحزن.
وقال إنه كان مع زوجته في الشرفة ثم وجدا نفسيهما فجأة في غرفة المعيشة، وإن البيت دُمر تماما مضيفا أنه سيصلي في ذكرى الانفجار من أجل الضحايا.
ولا تزال آثار الانفجار ظاهرة للعيان في مناطق كثيرة من بيروت، وما زالت أجزاء من المرفأ تشبه موقع انفجار قنبلة ولم تمتد يد الإصلاح إلى صوامع الغلال بالمرفأ.
وقال حبيب فريم (72 عاما)، الذي أصيب بجروح في الانفجار ولحقت ببيته أضرار، وهو يرتدي السواد يوم الأربعاء بمناسبة مرور عام على الانفجار، إن الحي الذي يعيش فيه تغير وتغيرت النفوس وتغير كل شيء.
ومن المقرر أن تلتقي مسيرات عند المرفأ ومن المتوقع أن تقام صلوات عقب الساعة السادسة مساء (1500 بتوقيت جرينتش) لتتزامن مع توقيت حدوث الانفجار.
* بلد في خطر
قال المطران إلياس عودة مطران الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الذي قاد صلاة في مستشفى لحقت به أضرار جسيمة في الانفجار، إن التحقيق يجب أن يستمر حتى ينزل العقاب بمن يستحقه.
وقال “سوف نبقى معهم رافعين الصوت ومطالبين بمتابعة التحقيق حتى النهاية لكي ينال عقابه كل مستحق للعقاب. هنا نؤكد مجددا وأكثر أن لا أحد فوق القانون وأن من يعيق تحقيق العدالة مجرم ولو كان من كبار الناس”.
وعندما وقع الانفجار كان اللبنانيون يواجهون بالفعل مصاعب متزايدة بسبب الأزمة المالية التي نتجت عن عقود من الفساد والهدر.
وظل الوضع يتدهور خلال العام الماضي مع عجز النخبة الحاكمة عن تشكيل حكومة جديدة للبدء في حل المشاكل رغم تزايد الفقر بشدة ونفاد الدواء والوقود.
ويوم الأربعاء يسعى الرئيس الفرنسي لجمع مساعدات تتجاوز 350 مليون دولار للبنان في مؤتمر للمانحين.
وتعهد ماكرون بتقديم مساعدات طارئة جديدة للبنان بقيمة 100 مليون يورو (118.54 مليون دولار)، فضلا عن 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19.
وقال ماكرون “يراهن زعماء لبنان فيما يبدو على إستراتيجية المماطلة، وهو أمر مؤسف، وأعتقد أنه فشل تاريخي وأخلاقي”.
وتمنى البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية النجاح لمساعي ماكرون وقال إن على المانحين مساعدة لبنان لكي ينهض من جديد، وأضاف أنه يشعر برغبة شديدة في زيارة لبنان الذي فقد كثيرون فيه حتى “الرغبة في العيش”.
ولم يتخذ لبنان أي خطوات لتنفيذ إصلاحات من شأنها أن تخفف حدة الأزمة الاقتصادية إذ تخوض النخبة الطائفية صراعا على السلطة من أجل الفوز بمناصب في تشكيل حكومة تحل محل الحكومة المستقيلة برئاسة حسان دياب الذي استقال عقب الانفجار.
وقال السياسي ورجل الأعمال نجيب ميقاتي، الذي تم تكليفه الشهر الماضي بمحاولة تشكيل الحكومة، في بيان بمناسبة ذكرى الانفجار التي وصفها بالمؤلمة إنه يقول للجميع بلا استثناء إن لبنان أصبح في خطر.
وحال الجمود السياسي دون تنفيذ إصلاحات ضرورية يمكن أن تفتح الباب أمام تقديم مساعدات خارجية لبنان في أشد الحاجة إليها.
وفي مقال تم توزيعه عن طريق البريد الإلكتروني قال عدد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي إن التحقيق ما زال متعثرا “بدون قضاء مستقل حقا قادر على منع التدخل السياسي”.
وأضافوا أن لبنان “في أمس الحاجة إلى حكومة قادرة على إدارة الأزمة تعمل مع البرلمان لإحراز تقدم في الإصلاحات”.
من عماد كريدي
هذا الخبر غضب وحزن في ذكرى مرور عام على انفجار مرفأ بيروت ظهر أولاً في Cedar News.