حملة مقاطعة السلع الفرنسية: هل باتت شعوب العالم الإسلامي في مواجهة مع ماكرون؟

Getty Imagesمن مظاهرة مناهضة لماكرون في باكستان

بدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يقف الآن في مواجهة رأي عام غاضب في دول العالم الإسلامي، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي تمثل امتدادا، لأزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد، التي كانت مجلة شارلي إيبدو الفرنسية للرسوم الكاريكاتورية، قد أعادت نشرها مؤخرا، وكان الرئيس الفرنسي قد قال في تصريحاته: “لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض”.

وجاءت تصريحات ماكرون،خلال حفل تأبين المعلم (صامويل باتي)، الذي قُطِع رأسه في أحد شوارع العاصمة الفرنسية، بسبب عرض هذه الرسوم الكاريكاتورية على طلابه الذين كان بينهم مسلمون، أثناء درس تناول حرية التعبير، وقد أشعلت تصريحات ماكرون، التي أدلى بها الأربعاء 21 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ردود فعل غاضبة، على مستوى حكومات وشعوب عدة دول إسلامية، وسط حملة واسعة لمقاطعة السلع الفرنسية، على وسائل التواصل الإجتماعي.

ماكرون يتحدى

وفيما بدا على أنه إدراك فرنسي، لتنامي رأي عام غاضب في دول العالم الإسلامي، ضد الرئيس الفرنسي وتصريحاته الأخيرة، دعت فرنسا حكومات الدول المعنية، إلى “وقف” الدعوات لمقاطعة السلع الفرنسية والتظاهر، معتبرة أنها تصدر من “أقلية راديكالية”. وقالت الخارجية الفرنسية في بيان إن “الدعوات إلى المقاطعة عبثية ويجب أن تتوقف فورا”.

من جانبه بدا الرئيس الفرنسي متحديا، في تغريدة له نشرها بالعربية على صفحته بموقع تويتر حيث قال: “ما من شيء يجعلنا نتراجع، أبداً. نتعلق بالحرية، ونضمن المساواة، ونعيش الإخاء بزخم. تاريخنا تاريخ النضال ضد كل أشكال الطغيان والتعصب. وسنستمر”. وأضاف “نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. وسنستمر. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية”.

غضب رسمي وشعبي

وكانت تصريحات ماكرون، التي أطلقها خلال حفل تأبين المعلم الفرنسي القتيل، والتي أعرب فيه عن دعمه لإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية، المسيئة للنبي محمد، وما تلا ذلك من إعادة نشر تلك الرسوم، على واجهات بعض المباني، قد أشعل حملة غضب، على المستويين الرسمي والشعبي، في عدة دول إسلامية، وتوالت ردود الفعل الغاضبة على المستوى الرسمي، من مسؤولين ومؤسسات رسمية، من عدة دول عربية واسلامية، في كل من تركيا والأردن ولبنان والجزائر والمغرب وباكستان وليبيا ومؤسسة الأزهر في مصر.

على المستوى الشعبي، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي، بالتعليقات الرافضة لتصريحات الرئيس الفرنسي، وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية، وسم #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه الذي تصدر قائمة أكثر الوسوم انتشارا في هذه الدول، ونشر المغردون عبره، قائمة بالمنتجات الفرنسية، الموجودة في الأسواق العربية، في حين غير الآلاف من النشطاء صورهم الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك وغيرهما، وأضافوا إليها اسم “محمد رسول الله”.

وبجانب وسم #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه، الذي انتشر انتشارا كبيرا ودعا بشكل أساسي، إلى مقاطعة كافة المنتجات الفرنسية، أطلق ناشطون وسوما أخرى منها #الا_رسول_الله و #ماكرون_يسيء_للنبي، اللذين حصدا أكثر من 200 ألف تغريدة، وتعتبر فرنسا أن هذه الحملات للمقاطعة والرفض لسياسة فرنسا لاتمثل مجموع الناس، في الدول العربية والإسلامية ،وفق ماجاء في نص بيان الخارجية الفرنسية، الذي قال إن هذه الحملات صادرة عن “أقلية راديكالية”.

جدل قديم

ويثير الرئيس الفرنسي الجدل منذ فترة طويلة ، من خلال استراتيجيته الجديدة التي أعلن عنها مؤخرا، ضد ما وصفه بـ “الانعزالية الإسلامية” التي تسعى إلى إقامة “نظام مواز”، ينكر قواعد النظام الجمهوري، ونمط الحياة الليبرالية في المجتمع، وكان ماكرون قد أثار جدلا وغضبا، من قبل عدة مؤسسات إسلامية، حين قال في خطابه الذي القاه في الثاني من تشرين/أكتوبر الجاري، حول استراتيجيته الجديدة ،إن “الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم”.

ويشدد أنصار ماكرون من جانبهم، على أن الرئيس لا يهاجم الإسلام كعقيدة، وإنما هو يواجه في استراتيجيته، التيارات المتطرفة وأن هذه الاستراتيجية، لاتستهدف المسلمين ولا الإسلام، بقدر ما هي تستهدف التيارات الانعزالية من كافة العقائد والأيديولوجيات، والتي تسعى إلى إقامة تيار قيمي مختلف يخالف قيم المجتمع الفرنسي ومبادئ الجمهورية الفرنسية.

هل دخل الرئيس الفرنسي في مواجهة مع الرأي العام في العالم الإسلامي عبر اصراره على موقفه؟

كيف ترون ما تقوله الخارجية الفرنسية من أن دعوات المقاطعة والتظاهر في الدول الإسلامية تأتي من “تيارات راديكالية” فقط؟

كيف تقيمون حجم الاستجابة لمقاطعة السلع الفرنسية في بلدانكم؟

وهل ترون أن المقاطعة كفيلة بتغيير النهج الفرنسي في تلك القضية؟

وما تقييمكم لردود الحكومات العربية على فرنسا وهل يبدو متساويا مع الغضب الشعبي؟

كيف ترون ما يقوله البعض من أن تأثير المقاطعة سيكون ضعيفا لأن المنطقة العربية لاتنتج الكثير؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 26 تشرين الأول/أكتوبر من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar

هذا الخبر حملة مقاطعة السلع الفرنسية: هل باتت شعوب العالم الإسلامي في مواجهة مع ماكرون؟ ظهر أولاً في Cedar News.