كفرعبيدا حزينة… أيها المعلّم!

العلامة اللاهوتي الدكتور الخورأسقف بولس الفغالي

ميشال الزبيدي:
يشبه الشمس بطلّته البهيًة، يشبه الأنهار المتدفقة بغزارتها، يشبه الله بكرمه والمحبة…

الكلمةُ حزينة، أوراق كتبكَ شحبت واصفرّ لونها، الغبار ينتظرها على رفوفها أيها المعلّم، تُحب ان نناديك ب”خوري بولس”، اما أنا فمن اليوم لن اناديك الا بالمعلّم، علّمت الفرح والحب وليس التملّق للتملّك، علّمت الدين للإيمان وليس السياسة للسلطة والتسلّط، السياسة أوصلتهم الى هيكل حجر، غَضبتَ منهم وحزنتَ عليهم، لم تحقد فلست انت من تفعل، لأنك إبن الإيمان والرجاء، وإيمانك أوصلك الى هياكل قلوبنا.

لم تكن مثلهم تاجرَ بشر، كنت من البنّائين والمرممّين لما تهدّم، ففتّشتَ في الكتب والمخطوطات العتيقة الممزقة لتترجمها وتبعث فيها حياةً، ذهبتَ الى المسيح وعصره بلغته، فنفضت عن اللغة السريانية، الآرامية غبار حروبٍ غُطَّت حروفها بظلمة شرقٍ ظالمٍ حزين.

يا قطعة من كفرعبيدا ومن أهل كفرعبيدا، يا فلذة إنسلخت من قلوبنا، ستبقى حبيبنا وأينما ذهبنا في أقطار المعمورة سنخبر أننا من أبناء بلدة الشهداء، أبناء بلدة الخوري بولس… فتنحني لنا الهامات حباً وتقديراً..
وداعاً Pere Paul
بترون نيوز