أنطون الخوري حرب.. لم تكن ثرثارا ولا بياع كلام – بقلم ميشال الزبيدي

هكذا هم المناضلون، يرحلون بصمت، دون وداع، هم الشرفاء لا يودعون الحياة إنما يلفحون وجوهنا كالنسيم فيعودون الى الارض التي يحبون!


هم المناضلون… أيها الموت، ستبقى اسمائھم كالشمس الذھبیة لا تغیب، كالكواكب هم الطریق التي تنیر الظلمات.
لم تكن ثرثارا ولا بياع كلام ولا سمسارا يتاجر بأرواح الشهداء، لم تكن كغيرك من الزعماء والقادة.. إنما قدرك كما قدرنا نحن الشرفاء ان نعيش بزمن الشحاذين والسارقين، فتختار الحياة أن تبخس فتقطف السنين قبل أوانها ممن أتعبتهم الحياة، رحلت يا أنطون، إنما تركت لنا هامتك رمزا للكرامة، رحلت كما يرحل الشرفاء، تاركا أرزة منتصبة على جبال تنورين، منتظرة اليوم الذي حلمت به، حلمك لن يموت، حلمك ستحبل به أحشاء نساء جبل لبنان، وستلده كما تولد الشمس كل صباح من خلف جبال تنورين.


أنطون الخوري حرب أنت واحد من الشرفاء الذين قتلتهم السياسة، إنما لم تنل من شهامتك والشجاعة، مناضلا صلبا كنت، رحلت ونحن نتفرج على كلماتنا تتدحرج على سطور حزینة عاجزة عن التعبير.


تباً لوطن يموت فيه من لا يستحق الموت ليعيش من لا يستحق الحياة…
ميشال الزبيدي