Getty Images
أسال القرار التركي المتعلق بإعادة فتح “أيا صوفيا” كمسجد الكثير الحبر وفتح أبواب جدل امتد لأيام وتجاوز الشارع التركي ليشمل الشارع العربي والغربي على حد سواء.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تخطى النقاش حول المعلم التاريخي التعبير الفردي عن الآراء الشخصية ليتحول إلى سجال سياسي ديني حول دور العبادة في مشهد أعاد لأذهان البعض الخطاب السائد في القرون الوسطى الذي يستهدف أصحاب الآراء القائمة على الخوف من الآخر، بحسب كثيرين.
تداخل عوامل سياسية ودينية
ثمة وجهتا نظر بشأن إعادة تحويل آيا صوفيا لمسجد. فالرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأنصاره يستندون إلى مجموعة من الحجج أهمها أن توقيع مصطفى كمال أتاتورك على وثيقة تحويل المعلم التاريخي مزور.
ويقولون إن هناك اختلافا بين توقيع أتاتورك على المرسوم، الذي صدر في مرحلة متقدمة من عمر الجمهورية التركية، وإمضاءاته على مراسيم لاحقة.
كما يبرر مؤرخون أتراك، ومدافعون عن تحويل أيا صوفيا إلى مسجد، موقفهم بأن السلطان العثماني المعروف باسم محمد الفاتح، الذي سيطر على مدينة القسطنطينية عام 1453، اشترى الكنيسة بأمواله ولم يأخذها عنوة”.
ولا تزال تلك الحجة محل خلاف بين المؤرخين.
#AyasofyaCamii hayırlı, uğurlu olsun.
— Meral Akşener (@meral_aksener) July 10, 2020
المعارضة التركية ( العلمانية )
بتقول للمعترضين على إعادة #آيا_صوفيا مسجد : أن دا مكان داخل حدود تركيا وفتحه للعبادة قرار سيادي تركي وليس من حقكم أو من حق أي دولة أو مؤسسة أن تتكلم فيه
دا محرم اينجة قيادي حزب الشعب الجمهوري المعارض و المنافس لاردوغان فى الإنتخابات.
مقول pic.twitter.com/7jxEdmNcsn— Abeer Mohammed (@AbeerMo48120362) July 11, 2020
ويرى المرحبون بقرار المحكمة الأخير أنه “قرار وطني وأمر مرتبط بهيبة تركيا وسيادتها”.
في حين ينظر آخرون للقرار من منطلقات دينية ويعتبرونه “انتصارا للحق” على حد تعبيرهم.
الشام او حتى تركيا نفسها او اى من البلاد المسيحية تحويل اى كنيسة الى مسجد بخلاف ايا صوفيا التى تم شراءها وبالشروط التى التزم بها المسلمون حتى الان لحفاظ المسلمون على العهدة العمرية.
= هذه هى الحقائق المجردة بصرف النظر عن عدائي التام لسياسة اردوغان التوسعية ويقينى انه يستغل
—
z baibrs
z baibrs
(@Abaibrs) لكن فريقا آخر يرى أن القضية أثيرت بدوافع انتخابية، خاصة مع تراجع مكانة الحزب الحاكم في الشارع التركي، وخسارته لبلدية إسطنبول.
ويقول مراقبون أتراك إن اردوغان يسعى إلى مخاطبة ود شرائح جديدة، أبرزها المحافظون والقوميون.
كما استَنْكَرْتُ تحويل مَسْجِدَيْ إشبيلية وقرطبة إلى كنائس،
اليوم صَوْتي يُعانِقُ ملايين الأصوات التي تستنكر تحويل كاتدرائية #ايا_صوفيا إلى مسجد.
الاعتداء على مُقَدّسات المساجد والكنائس مُدان.— نيشان (@Neshan) July 10, 2020
تحويل كنيسة آيا صوفيا الى مسجد لن يجعل منك بعض النظر عن البيع والشراء هو قام بهاد الشي لاسباب سياسية وادا بتابعوا السياسية بتعرفوا انو هاد الموضوع ورقة بستعملها دائما قبل الانتخابات مشان يكسب القلوب كمان انو حاليا الموضوع متوتر بالساحة الدولية والتدخلات التركية بالدولة العربية بدو يبان فيها انو على حق .كمسلم أنا ضدو
— Mohammed fadda (@llokr) July 11, 2020
كما استوقف خطاب اردوغان الأخير الكثير من المحللين، إذ اعتبروه “إعلانا لمرحلة جديدة تنهي هوية تركيا العلمانية وتمضي بها نحو أسلمة الدولة من جديد”.
من جهة أخرى، يحذر معلقون أتراك من”تبعات وخيمة” لقرار تحويل أيا صوفيا لمسجد على العلاقات تركيا الدولية، خاصة مع الغرب، قائلين إن قرارات اردوغان “ستزيد من عزلة بلادهم وستذكي خطاب الكراهية الديني ضد المسلمين”.
تركيا مقبلة على انتخابات وحزب العدالة والتنمية مهدد بالسقوط في الانتخابات فعلى المستوى المحلي اعادة مسجد أيا صوفيا ضمن اللعبة السياسية للانتخابات التركية وفي نفس الوقت تغطية للغضب الشعبي لشارع التركي على من فقدتهم تركيا في ليبيا
— عبدالله السقاف (@alidros160) July 11, 2020
السلطان اردوغان استخدم “الجوكر” وأعلن الجهاد الأكبر.. مسجد آيا صوفيا وركائز عهد عثماني جديد: انقلاب على الانقلابيين وجنوح عن العلمانية نحو أسلمة الدولة ومداعبة للقومية التركية.. لماذا تجاهل اسم مصطفى اتاتورك طيلة 35 دقيقة؟ وهل بات صدام أنقرة مع الغرب أقرب؟ pic.twitter.com/uNXgQl2SlP
— اضواء المجهر الاخباري الدوليه almejhar1.com (@almejharnews) July 12, 2020
Fact check 1.
For all the “experts” on Turkey who have said President #Erdogan & his government reverted #AyaSofia back to a masjid to gain votes probably are not aware there is no election in Turkey until 2023.
So if it’s only to gain votes he shud have raised the issue in 2022 pic.twitter.com/9JjRQkZA4w— Rizwan Warraich (@RizWarraich) July 11, 2020
تنديد وشجب
وقد تعالت أصوات غربية رسمية ودينية رفضا لتحويل أيا صوفيا إلى مسجد، باعتباره “قرارا استفزازيا لمسيحيي العالم”.
واعتبر البطريرك المسكوني برثلماوس، الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذكس في العالم ويقيم في إسطنبول، أن تحويل الأثر “سيخيب آمال المسيحيين ويحدث شقاقا بين الشرق والغرب”.
ودعا حزب “الحل اليوناني”، إلى تحويل مكان ولادة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، في مدينة سالونيك اليونانية إلى متحف، لتخليد ذكرى الإبادة الجماعي اليونانية في منطقة بونتوس المطلة على البحر الأسود.
أعرب #البابا_فرنسيس خلال صلاة التبشير الأحد عن “حزنه الشديد” لقرار #تركيا تحويل #آيا_صوفيا إلى مسجد. وأضاف أنّ “تفكيري يذهب إلى اسطنبول، أفكّر بآيا صوفيا. إنني حزين جداً”، وذلك خلال خروجه عن النص المعدّ مسبقاً.#فرانس_برس pic.twitter.com/THZnZ8vBtS
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) July 12, 2020
#اليونان ..
حزب الحل اليوناني يطالب حكومة بلاده بتحويل منزل الذي ولد فيه مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في مدينة سالونيك اليونانية ، إلى متحف لتخليد ذكرى الإبادة الجماعية اليونانية. pic.twitter.com/HyQr3dvDGz
— Nurten
❀
(@n_urnur) أما عربيا، فقد فسر المعلقون العرب القرار بحسب توجهاتهم ومواقفهم السياسية من اردوغان.
كما كان البعد الديني والتاريخي حاضرا بقوة في نقاش العرب حول القرار التركي.
نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب في الإمارات، قالت إن “تغيير واقع آيا صوفيا سيضر بالقيمة الثقافية لهذا الرمز الإنساني”.
التراث الثقافي قيمة عالمية إنسانية وإرث بشري لجميع الشعوب والثقافات والحضارات.. مسؤوليتنا صونه و ضمان الحفاظ عليه للأجيال القادمة.. ليبقى شاهداً على تعايش الشعوب والأديان وتسامحها.
— نورة الكعبي (@NouraAlKaabi) July 11, 2020
بدوره انتقد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس قرار تركيا، وعلق على خطاب اردوغان قائلا له: “نبارك لك عداوة مسيحيي العالم كله”.
لا كان اصله كنيسة ! راجع التاريخ من غير فتاوى https://t.co/jmCeZnnMj7
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) July 10, 2020
خطابان مختلفتان تماماً من أردوغان في شأن تحويل متحف #آيا_صوفيا إلى مسجد، خطاب إسلامي جياش يشحذ همم المسلمين وخاصة العرب منهم، وخطاب هادئ ومسالم للعالم الغربي. pic.twitter.com/jROs1UCBsZ
— Massoud Akko (@MassoudAkko) July 11, 2020
دور العبادة عبر التاريخ
أججت تغريدة ساوريس الجدل وقوبل كلامه بانتقادات واسعة.
فقد استنكر مغردون عرب ما وصفوه بـ “ازدواجية البعض في التعامل مع القرار التركي وكأنه سابقة في تاريخ البشرية”.
ويقول هؤلاء إن تحويل دور العبادة كان إجراءا طبيعيا مارسته مختلف الديانات والحضارات، فعادة ما يفرض المنتصر أو القوي ثقافته ودينه وهويته على معالم المدن التي يسيطر عليها” وفق قولهم.
سأصدِّق الليبيرالي السعو-إماراتي في دفاعه عن#آيا_صوفيا، وإيمانه بالحرية الدينية، حين أراه يدافع علماء الإسلام الذين يضطهدهم سادته في بلده. وسأصدِّق قادة الغرب السياسيين والدينيين في دفاعهم عن آيا صوفيا وفي صدق انتمائهم المسيحي، حين يكفُّون عن تسليم القدس -مهدِ المسيحية- للصهاينة
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) July 12, 2020
في المقابل، أطلق مغردون آخرون وسما بعنوان “العهدة العمرية” لتذكير المهللين لقرار تحويل آيا صوفيا مسجد بالوعد الذي قطعه عمرو ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين لسكان القدس ورفضه الصلاة في كنيسة القيامة، حتى لا تتحول لمسجد لاحقا خلافا لما حصل مع محمد الفاتح.
عمر رضي الله عنه يوم دخل بيت المقدس أعطى أهلها العهدة العمرية بتأمينهم على ممتلكاتهم وعدم مساس مقدساتهم
ومن ثم دخل كنيسة القيامة برفقة قساوستها وحين حانت الصلاة صلى بخارجها مخافة ان يقول المسلمون من بعده هناصلى عمر فيأخذوها
فبأي حق تؤخذ #آيا_صوفيا رمز الارثاذوكس الديني
— Fahad Al-Hashimi
فهد الهاشمي (@Bn_Hashim) ان يعيد تركيا ستة قرون الى الخلف بكل ما تحمله من كراهية و عنصرية دينية و تخلف و جهل، و هذا يتناقض مع المبادىء و الاعراف و المواثيق بما فيها العهدة العمرية بالاضافة الى التناقض مع مبادىء عصرنا الحديث.
بالمناسبة ترجمة اسم “ايا صوفيا” يعني “الحكمة الالهية”#آيا_صوفيا pic.twitter.com/hRGnPmwB5b— مَـارِيـنْـا (@marrinahany) July 11, 2020
لم ينته الجدل عند هذا الحد بل احتدم بين فريقين مالا إلى استعمال الشعارات الدينية.
فبينما يؤكد أحد الفريقين على أحقية المسيحيين في المعلم التاريخ، لأنها كانت كنيسة لفترة أطول زمنيا مما كانت عليه كمسجد، رد عليهم آخرون باستعراض أمثلة على مساجد تحولت إلى كنائس في أوروبا.
وفي خضم هذا السجال المحتدم علقت إحداهن: “جدل عقيم. نعيش اليوم في عالم يحكمه أمثال أردوغان وترامب. في عالم لا يعترف بالقيم الإنسانية ويمهد لظهور قوى جديدة تبحث عن مفاهيم جديدة للانتماء والمواطنة أقرب للقرون الوسطى”.
أيا صوفيا كنيسة جرى تحويلها تعسفا إلى مسجد
هذا ليس موقفا سياسيا ولا دينيا، لقد زرتها عم 2010 وكتبت إنها لا تزال كنيسة تم تحويلها بعسف عمراني واضح إلى مسجد
ثمة طبقة تركية من الإسمنت، فوق طبقات بيزنطية لا تزال ماثلة
بالمناسبة لماذا لا يتم تحويلها إلى مركز حوار إسلامي مسيحي؟— Ghassan Jawad (@GhassanJawad1) July 10, 2020
- المسجد الأموي
تقول مراجع تاريخية إن المسجد الأموي في دمشق كان معبداً للإله حدد الآرامي، حيث كانت دمشق عاصمة لدولة آرام دمشق خلال العصر الحديدي.
استمر المعبد على حاله حتى دخول الرومان الذين أقاموا فيه معبداً للإله جوبيتر.
وأصبح المعبد كنسية تحمل اسم “القديس يوحنا المعمدان” مع انتشار الدين المسيحي في بلاد الشام ثم تحولت الكنيسة إلى جامع دمشق الكبير، على يد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
اللهم أعد إلينا الجامع الأموي في #دمشق والجامع الأموي في #حلب pic.twitter.com/9Qxx8Zmi3B
— Basil Haffar باسل حفار (@basilhaffar) July 10, 2020
- جامع كتشاوة في الجزائر
يعد هذا الجامع من أشهر المساجد التاريخية في العاصمة الجزائر.
وقد شيد عام 1792 في العهد العثماني، وهو تحفة معمارية فريدة من نوعها.
وخلال الاحتلال الفرنسي، حوله الدوق دو روفيغو إلى كنيسة ثم إلى إسطبل للخيول.
وأرجعه الجزائريون إلى هيئته القديمة بعد الاستقلال عام 1962.
هل تعلم أن فرنسا
اعتصم المصلون في الجامع وفي الساحة امامه ، فحصدت الآلة العسكرية الفرنسية ٤٠٠٠ من المصلين ، حتى ان تلك الساحة اليوم تسمى ساحة الشهداء pic.twitter.com/isfSSFevcd
— ناصر محمد الراقع
عندما احتلت الجزائر 
، عمدت الى حرق جميع المصاحف والكتب في جامع كتشاوه قبل أن تعلن انها ستحول الجامع الى كنيسة
(@nasseralraqqe) - جامع قرطبة الكبير
يعتبر أحد أهم الصروح الإسلامية في إسبانيا .
وبحسب دائرة المعارف البريطانية فقد شيده الأمير الأموي عبد الرحمن الأول عام 785 للميلاد.
وعندما استعاد الملك فرديناند الثالث السيطرة على قرطبة في القرن الـ13 أقاموا كاتدرائية وسط المسجد، وهو ما جعل المبنى الأثري يشهد خلافا دائما على تسميته.
يذكر أن الإسبان يطلقون عليها اسم الكاتدرائية-الجامع.
لا يزال الجدال حول أصلو المبنى مستمرا.
- جامع العطارين
كان جامع العطارين، الواقع وسط سوق العطارين الأثري في مدينة الاسكندرية، كنيسة للقديس أبناسيوس، عام 370 ميلادي.
وتحول إلى مسجد بعد دخول المسلمين للمدينة. وتم ترميمه وافتتاحه عام 1055 ميلادية على يد بدر الجمالي، وزير الخليفة المستنصر بالله الفاطمي
جامع العطارين- مصر
يقع جامع العطارين وسط سوق العطارين الأثري في مدينة الاسكندرية، وقد كان كنيسة للقديس أبناسيوس، عام 370 ميلادي، وتحول إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي للمدينة. وتم ترميمه وافتتاحه عام 1055 ميلادي على يد بدر الجمالي، وزير الخليفة المستنصر بالله الفاطمي.— Waleed Khneisser (@wkhneisser) July 11, 2020
