البترون: فوضى تربية النحل تهدد بفتنة.. من ينظم القطاع؟… لميا شديد

كتبت لميا شديد في سفير الشمال: يبدو أن “قصاصي” الصعتر والقصعين ومربي النحل خارج منطقة البترون يضربون عرض الحائط جائحة كورونا من دون أن يردعهم  شيء، لا تعبئة عامة ولا حظر تجول ولا إجراءات ولا تدابير ولا محاضر ضبط ولا حتى مذكرات قائمقام البترون والقرارات الصادرة عن وزارة الزراعة لتنظيم هذه الامور.

ومع هؤلاء ما قبل كورونا لم يختلف عما بعده خلافا لواقع كل المواطنين باعتبار أنهم يواصلون استباحة الأرض البترونية إن لجهة القطع العشوائي للصعتر والقصعين أو لجهة قفران النحل الآتية الى منطقة البترون بالرغم من القرارات الصادرة عن المراجع الرسمية في قضاء البترون.

منذ سنوات والمشكلة هي هي ومربو النحل في قضاء البترون يعانون الأمرّين من اقتحام غذاء نحلهم من زائري البترون الدائمين الذين يقطعون القصعين والصعتر والذين يأتون في الليالي بنحلهم بكل ما يحمل من أمراض وآفات ينقلون عدواها معهم وتغذية نحلهم من غذاء نحل البترون.

لطالما رفع مربو النحل الصرخة وناشدوا وطالبوا بردع هؤلاء ومنعهم من التعاطي الفوضوي واجتياح ارض البترون ولكن يبدو ان آذانهم صماء لا يسمعون أو بالأحرى لا يريدون ان يسمعوا.

فعلى مدار السنوات الماضية ناشد مربو النحل الوزارات المعنية والسلطات المحلية العمل وبأسرع وقت لاتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصادر رزقهم للحد من الهجمة العشوائية وعمليات الغزو التي يتعرضون لها من مربي النحل القادمين من مناطق الشمال.

أما الجديد في هذه القضية فهو التراشق الإعلامي المتشنج على مواقع التواصل الاجتماعي بين نحالي طرابلس والضنية من جهة ونحالي البترون من جهة ثانية بحيث تقوم الجهة الأولى باتهام الجهة الثانية بالتمييز بين المناطق في حين يؤكد النحالون البترونيون بأنهم لا يريدون منع اي كان من الدخول الى المنطقة المعروفة باحتضانها للجميع الا أن عملية الدخول خلسة ومن دون الرجوع الى اصحاب العقارات وموافقة السلطات المحلية في كل بلدة أو قرية مختارا كان أو مجلسا بلديا بالاضافة الى أن الأولوية للنحالين من أبناء القرى والبلدات.

أحد النحالين استغرب “الهجوم الذي يشنه مربو النحل من خارج المنطقة علينا. يتهموننا بتخريب قفرانهم التي تتسلل خلسة خلال ساعات الليل الى أحراجنا دون اي إذن ومن جهة ثانية هناك جناة القصعين والصعتر لا بل قطاعي وقصاصي غذاء النحل الذين يبكرون قبل بزوغ الفجر الى منطقتنا ولا يغادرونها الا محملين سياراتهم بأكياس وأكياس من القصعين والصعتر عند ساعات الصباح الأولى وعندهم لا قرارات تعبئة ولا قاعدة المفرد والمجوز وكأن الدنيا سائبة.” واضاف: “هذا مصدر رزق لعدد كبير من مربي النحل ولا يجوز أن نخسر هذا المصدر خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها. ولن نسكت عن ذلك.”

ودعا النحالون البترونيون رؤساء البلديات والمخاتير والأجهزة الامنية وكل المسؤولين المعنيين الى حماية هذا القطاع والحفاظ على مصدر عيش المربين. وأكدوا أنهم تعبوا من لعب دور حراس ارزاقهم وحمايتها من عمليات اجتياح النحل الغريب خلال ساعات الليل ومنع دخول الشاحنات.”

ولكي لا تبقى هذه القضية كقصة “إبريق الزيت” أو أن تؤدي الى فتنة، دعا النحالون البترونيون زملاءهم في اقضية الشمال الى الحوار والتفاهم والتباحث في كيفية تنظيم هذا القطاع في منطقة البترون بشكل “لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم.”.