زهرا يكشف سرّ قوّة الثورة وغباء حزب الله و”الوطني الحر”

أشار النائب السابق أنطوان زهرا إلى أن “المحظور الأول الذي وقعت فيه السلطة خلال الثورة هو حالة النكران التي لا يعيشها إلا المتسلّط”، مؤكداً أن “المسؤول يعيش دائماً حالة النكران والتجاهل وإلقاء الاتهامات”.

وأكد زهرا في حديث عبر إذاعة “لبنان الحر” أن “محاولة الاحتواء حصلت كما إلقاء الاتهامات، والحمدلله ان جيشنا ليس جيش نظام لذلك لم نشهد حالات قمع على الرغم من بعض التحفظات”. وتابع، “المحاكم الاستثنائية أصبحت من التاريخ ومن المؤسف انها مدرجة على جلسة مجلس النواب غداً إن عقدت، وعلى مدى 13 عاماً حاولنا الخروج منها”.

ورأى أن “جيشنا محترف وقد تعامل بحكمة عالية، وقائد الجيش جوزف عون تكلم عن توازن ترعاه المواثيق الدولية، لكن المؤسف أن من في السلطة لا يزال يراهن على تعب الناس. الحراك الثوري خلق نفساً جديداً وأعاد للمواطن ثقته بأنه يستطيع التغيير”.

وأضاف “الجيش مولج بمساندة قوى الامن الداخلي عندما تعجز عن الدفاع وعندما يشارك الجيش بالأمور العسكرية تتحول السلطة له، وهنا تكمن الإشكالية لأن الجيش مخوّل في التعاطي مع العدو لا مع الداخل”.

ولفت زهرا الى إن “من أُوقف أُفرج عنه، ولا أحد متّهماً بتعاطي المخدرات، هناك جهاز استخباراتي يعطي هذه المعلومات، والسؤال، ماذا ولمن يعمل هذا الجهاز؟”.

واعتبر أن “الانتقائية والاستنسابية سيئة، وعندما نتكّلم عن جمهورية قوية، فنحن نتكلّم عن دولة قوية بمؤسساتها، أما إن تكلّمنا عن لبنان قويّ فقد يكون لبنان قوياً بدكتاتوريته”.

ووصف ما يحصل بـ”البحر الجارف”، مشيراً إلى أن “كلاً يملك اوجاعاً تخصّه لكن هناك اوجاعاً عامة هي التي تخلف أوجاعاً متفرّعة، الأداء السيء هو الذي أوصلنا الى ما نحن عليه. السلطة السياسية أصبحت رهن حزب الله، وعندما بدأ الأخير بمهاجمة كل الدول العربية، بات مفضوحاً وفقدنا الثقة الدولية والعربية والعالمية”.

وأشار النائب السابق إلى أن “الانفجار فتح الباب على كل الاعتراضات وعلى كل المستويات والاستكبار على الناس وتهميشها”، مؤكداً أن “الحراك الشعبي لن يقبل بحكومة تكنو ـ سياسية، وهذا واضح، والجيد أن الحراك لم يقع في الفخّ ولم يعيّن قائداً، وكل ما تحاوله السلطة اللبنانية مجرَّباً ولن يعطي نتيجة، والمزيد من المكابرة يعلي سقف المطالب أكثر”.

وتابع، “الشعب ليس منظّماً وهذا سرّ قوته، لا شكّ أنه يتم فرز متقدمين بإدارة الحراك ولكن هذا لا يعني أنهم قادة”.

وعن وجود حزب القوات اللبنانية في الثورة، أوضح أن القواتيين يتحرّكون بحسب الشارع، والانتماء الحزبي لا يلغي الانتماء الوطنيّ، ومن هو حزبي اليوم ناضل وعانى الامرين، ومن هذا المنطلق قرر التحيّز إلى حزب”. وقال، “عندما أختار الدين المسيحي عن نضج أختار الالتزام، وعندما اختار الانتماء الحزبي أختار الالتزام أيضاً”.

وشدد زهرا على أن “البعض الذي يتمتع بكم هائل من الغباء، يعتبر أن التاريخ لا يزال يحكم أذهان الناس، وهذه حملة من مطابخ اعتدنا عليها، وأقصد بالبعض منظومة حزب الله والتيار الوطني الحر.

واعتبر أن “التريث بالحراك الحاصل هو ذكاء من المتحركين كي لا يكونوا هدفاً للمصطادين بالماء العكر”.

وأردف “السلطة تضع العربة امام الحصان، والتوافق على اسم رئيس الحكومة مرتبط بتشكيلها بما يتناسب مع من لا علاقة له بالتشكيل، أي وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل وحزب الله. ويتم الاشتراط سلفاً على دمج ومصادرة السلطة التنفيذية، والسلطة التشريعية يجب أن تحاسب السلطة التنفيذية لا أن تقيّدها”.

وأكد أن ممارسات باسيل واقحام نفسه بما لا شأن له فيه، تنال من هيبة الرئيس وصورته، والمتضرر الأكبر ما يسمونه العهد”، معتبراً أنهم “لو تمكنوا من تشكيل حكومة من لون واحد لكانت شُكّلت من قبل”.

وطالب “المتعاطفين مع الثورة من حراك وقوى سياسية، افهام الجميع بأن الناس لا تزال تملك قوة التغيير، والمؤامرة يعتل همّها للي مصدقها”.

وأوضح أن “أموال مؤتمر سيدر مرتبطة بإصلاحات الأكفأ على إدارتها ومقاربتها من دون التفتيش عن شخص يبني علاقة من الصفر، أي هي مرتبطة إلى حدّ ما برئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري شئنا أم أبينا”.

وأضاف، “لا يجوز على الصعيد الميثاقي إبعاد الحريري”، مشيراً إلى أن “هناك رابطاً أساسياً بين باسيل والوزير السابق محمد الصفدي، وكان الأول يسعى إلى تولي الصفدي رئاسة الحكومة منذ اتفاق الدوحة”، ملمّحاً إلى أن “من أجهض فكرة تولي الصفدي رئاسة الحكومة هو من وضعها أساساً”.

وأكد النائب السابق أن “حزب الله يعاني من حالة ضعف خصوصاً مع التطورات الأخيرة في إيران، القلة بتولّد النقار، وهذا ما يحصل مع كل التنظيمات الإيرانية في البلدان العربية، ومشروع الهيمنة الفارسية على الشرق الأوسط قُطع ولن يمتدّ من جديد”.

وأبدى زهرا خشيته من “ان يكون الوضع الاقتصادي إلى تفاقم “وأكبر مؤشر ما وصلنا إليه في القطاع المصرفيّ”. وأشار إلى أن “الناس اليوم وضعت كل السياسيين والأحزاب السياسية جانباً لتفرض الإصلاح، وهناك حالة ذعر شديدة تنتاب المودعين لأن السيولة غير موجودة، فإما البدء بالإصلاح او نحن بانتظار الأسوأ”.

وعن انتخابات نقابة المحامين في بيروت، قال زهرا “ملحم خلف صديق مقرّب وأثمّن عالياً كل نشاطاته الاجتماعية، وهو غير مرتهن سياسياً”.