من وراء الكورونا؟ الحقيقة المرّة! – ميشال الزبيدي

تردّدت قبل كتابة هذه الأسطر، والسبب أن الحقيقة لا تحب الأصدقاء، فما سأكتبه لن يستميل لا القريب ولا البعيد، الا أنني أحب مقولة “قل كلمتك وامشِ”.

أعطانا الله الارض وما عليها من خير، دسنا عليها وعلى خيراتها، واصبحت النجوم والكواكب اهدافنا، للطبيعة نظامها في المأكل والمشرب، أما نحن فأردنا إختراع وتغيير جينات النبات والحيوان، لا بل تغيير الذكر إلى أنثى والعكس، وضع الله لأجسادنا نظاما صحيا وقال لنا كلوا واشربوا، لكننا سخّرنا المصانع لصناعة مأكولات تافهة وتلهينا بالألوان والنكهات، استبدلنا المياه النقية بالمياه الغازية، استبدلنا الخضار والفواكه بعبوات التنك والبلاستيك، استبدلنا ما قُدِّمَ الينا بنضارة وحياة، بمواد الحفظ والتحنيط، تمرّدنا على الله واستبدلنا صناعته بصناعتنا فكان الشيطان بين اناملنا.

ابتعدنا عن التراب والهواء، نسينا أن أجدادنا كانوا فلاحين، دخلنا كهوف وسراديب الأبنية والمصانع التي وصل شرّها الى طبقة الأوزون، استبدلنا علاقتنا وتواصلنا بين بعضنا كما أراده الله وكما كان المسيح مع تلاميذه يأكلون ويشربون، يحزنون ويفرحون معاً، بتواصل الكتروني وهمي سخيف لا طعم له ولا لون، كنا نصنع خبزنا ببركة ايادي امهاتنا على رائحة حطب الحقول، صار خبزنا مغمّس بالمازوت ومغلف بالنايلون، أصبحت عطورنا المصنعة تكلف ثروات، ونسينا عطور الورود والياسمين في حدائقنا.
نعم، عدنا الى الكهوف وراء شاشات مجردة من العواطف، فأصاب الكسل أرواحنا وأجسادنا، التي
قسينا عليها فأدخلنا إليه مواد مركبة وأدوية ومكملات غذائية ومنشطات، ونسينا أن هذه الاجساد خلقت لتعمل نهارا وتنام ليلا، ليلا تعب من روائح التنباك والكحول.

كنا نحيا لأولادنا، لأوطاننا، لقيمنا ولغدنا، صرنا نحيا للمال وللسلطة، سلطة ظلمت فقراء الارض، سجنت المظلومين، وتركت الظالمين يعربشون بظلمهم على الطيبين، كنا نستفيق مسبحين وشاكرين الخالق على خلقه، صرنا متمردين على الله وخلق الله.

وضع الإنسان القوانين، إلا أنه نسي قوانين الطبيعة، فوقع في الثغرات والظلم وتابع سيره غير آبه، فالقانون قانون حتى ولو كان ظالماً، والله يراقب…
الله خلق لأجسادنا نظام حماية ونظام مناعة، يهلك ملايين الجرائيم والبكتيريا التي تستهدفنا كل لحظة، عطَّلنا هذا النظام بمأكولاتنا المصنعة، وكل اختراعاتنا وتقنياتنا، وأموالنا لن تتمكن من القضاء على فيروس لا نراه… ويبدو أنه أذكى منا وهو يرانا.
ولو متأخرين.. توقفوا عن بناء ابراج بابل، التي أتى كورونا ليهدمها، فالأعمار لن تطيلها عمليات التجميل، واسقدام الخدم من أفريقيا لن يجلب الراحة، وتكديس المال لن يجلب سعادة، توقفوا عن محاربة الله بِعدّة الله.
أنتم وراء الكورونا، عودوا الى معابدكم، ومعابدكم هي المحبة في قلوبكم، تضرعوا الى السماء التي لا تمطر إلا الخير.. علّموا أولادكم حبّ الله من خلال حبّ الإنسان قبل أن تعلموهم في المدارس والجامعات.. الله ما زال هنا.. نحن من ابتعدنا عنه.. عودوا اليه.. فيعود الخير والسلام والأمان اليكم…
ميشال الزبيديسيدر نيوز