أيها الرجال احذروا.. فيروس كورونا يستهدفكم أكثر من النساء

من خلال التقارير والدراسات العديدة حول فيروس كورونا الجديد، منذ ظهوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية أواخر ديسمبر الماضي حتى الآن، تم الكشف عن أن مرض “كوفيد-19” يميز حسب العمر والظروف الصحية الأساسية.

ولكن أصبح من الواضح، وعلى نحو متزايد، أن فيروس كورونا الجديد يميز أيضا حسب الجنس، حيث من المرجح أن تكون نتائج اختبارات الذكور “إيجابية” بالنسبة للإصابة بالفيروس، وكذلك أكثر عرضة للموت بسبب المرض.

وقد شوهد هذا الاتجاه لأول مرة في الصين، حيث وجد أحد التحليلات أن نسبة الوفيات تبلغ 2.8 في المئة عند الرجال مقارنة بنسبة 1.7 في المئة عند النساء.

ومنذ ذلك الحين، استمر هذا النمط في فرنسا وألمانيا وإيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا أيضا، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.

ووفقا للإحصائيات في إيطاليا، بلغت نسبة الرجال الذين قضوا بالفيروس 71 في المئة من إجمالي الوفيات، وفي إسبانيا، تشير البيانات الصادرة يوم الخميس إلى أن عدد الرجال الذين توفوا بالفيروس تقدر بضعف الضحايا النساء.

 فلماذا الرجال أكثر عرضة للخطر؟

قالت مديرة مركز الجنس والصحة العالمية في كلية لندن الجامعية، الأستاذ سارة هوكس “الجواب الصادق هو أن لا أحد منا يعرف السبب الحقيقي وراء ذلك”.

في وقت مبكر من تفشي فيروس كورونا، اعتبر التدخين سببا محتملا لذلك، ففي الصين، يفترض أن نسبة المدخنين الرجال تبلغ حوالي 50 في المئة، وفي المقابل تبلغ نسبة المدخنات بين النساء حوالي 2 في المئة فقط، وبالتالي يعتقد أن الاختلافات الأساسية في صحة الرئة تساهم في معاناة الرجال من الأعراض وسوء النتائج.

وقد دعمت فرضية التدخين دراسة نشرت في الشهر الماضي، وجدت أن المدخنين يشكلون حوالي 12 في المئة من أولئك الذين يعانون من الأعراض الأقل حدة من المرض، غير أن 26 في المئة منهم ينتهي بهم المطاف في العناية المركزة أو يموتوا.

وربما يكون التدخين أيضا وسيلة للعدوى في المقام الأول، إذ يلمس المدخنون شفاههم أكثر من غيرهم، وقد يتشاركون السجائر الملوثة.

العوامل السلوكية

بالإضافة إلى ذلك، فقد يكون للعوامل السلوكية المختلفة بين الجنسين دور أيضا.

فقد أظهرت بعض الدراسات أن الرجال أقل عرضة لأن يغسلوا أيديهم، وأقل احتمالا لاستخدام الصابون، كما أنهم أقل احتمالا لطلب الرعاية الطبية، ناهيك عن كونهم أكثر عرضة لتجاهل نصائح الصحة العامة.

ربما تكون هذه السلوكيات عامة أكثر من اللازم، ولكن من الواضح أن الرجال هم عرضة لخطر أكبر من النساء.

 عوامل بيولوجية

ومع ذلك، هناك اعتقاد متزايد بين الخبراء أن هناك عوامل بيولوجية أساسية أخرى تلعب دورها في ارتفاع عدد الوفيات بين الرجال أكثر من النساء فيما يتعلق بالإصابة بفيروس كورونا.

وفي حين أن هناك نسبا أعلى من المدخنين من الذكور في العديد من البلدان، في إيطاليا تصل النسبة إلى حوالي 28 في المئة من الرجال و19 في المئة من النساء، والاختلافات هنا ليست متطرفة مثل الصين، ومع ذلك، فإن نسبة الوفيات الرجال أعلى بكثير من نسبة الوفيات النساء في إحصاءات مرض “كوفيد-19”.

وأكدت الأستاذة في كلية بلومبرغ للصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز، سابرا كلاين، صحة هذه الملاحظة، في الصين وإيطاليا وإسبانيا، وقالت “إننا نشهد هذا عبر بلدان وثقافات شديدة التنوع.. عندما أرى ذلك، يجعلني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك شيء عالمي يساهم في ذلك”.وأضافت “لا أعتقد أن التدخين هو العامل الرئيسي”.

كشفت الأبحاث السابقة، بما في ذلك أبحاث قامت بها كلاين نفسها، أن الرجال لديهم استجابات مناعية مضادة للفيروسات أقل تجاه مجموعة من الأمراض المعدية، بما فيها التهاب الكبد سي والأيدز.

وتشير الدراسات على الفئران إلى أن هذا قد يكون صحيحا أيضا بالنسبة لفيروسات كورونا، على الرغم من أن “كوفيد-19”-19 لم تتم دراسته تحديدا.

وقالت كلاين “قد لا يبدأ جهاز المناعة لدى الرجال باستجابة مناسبة عندما يرى الفيروس في البداية”.

ويمكن أن تلعب الهرمونات أيضا دورا في هذه النتائج الغريبة، فقد أظهر هرمون الاستروجين، وهو هرمون أنثوي، زيادة في الاستجابة المضادة لفيروسات الخلايا المناعية.

ومن المرجح أن تظهر الاختلافات بين الجنسين في الاستجابة المناعية لمرض “كوفيد-19” في مسوحات الأجسام المضادة الجارية حاليا في جميع أنحاء العالم.

وقالت كلاين إنها راجعت بالفعل أوراقا عن ذلك من فرق طبية صينية قامت بتتبع عينات الدم من المرضى خلال فترة الإصابة، وقالت “يمكننا أن نتوقع المزيد عن هذا قريبا”.