من الآباء الكبوشيين الى نادي بترون ستارز.. مريم يوسف و ليا ديب بطلتا ألعاب القوى

مريم يوسف ليا ديب بطلتا ألعاب القوى

لها – طوني بشارة 

مرة جديدة تسعى الفتاة لإثبات قدرتها وتفوّقها على الرجل، وتنتهز الفرص لإبراز نجاحاتها ومهاراتها حتى في المجال الرياضي، وخير مثال على ذلك مريم يوسف التي فازت ببطولة غرب آسيا في رمي القرص، وليا ديب التي سجّلت رقماً قياسياً جديداً في الوثب الطويل. لها زارت نادي “بترون ستارز” والتقت بكلٍ من مريم يوسف وليا ديب وكان هذا الحوار الصادق والصريح.

مريم يوسف بطلة غرب آسيا في رمي القرص

– سنبدأ حديثنا معك مريم، ونسألك عن سبب اختيارك لرياضة ألعاب القوى…فماذا تقولين؟

منذ صغري وأنا أهوى الرياضة، لا سيما كرة اليد، حيث تعلّمت في مدرسة “الآباء الكبوشيين- البترون”، وكانت بطلة لبنان للمدارس لسنوات عدة، ومنذ ثلاث سنوات انتقلت الى ممارسة ألعاب القوى لكي أتمكن من المشاركة في مباريات محلية ودولية والفوز بألقاب بطولية، واستطعت في فترة قصيرة حيازة المركز الثاني في بطولة المدارس العربية عام 2017، كما شاركت في بطولة غرب آسيا عام 2019، وسجّلت رقماً قياسياً في لبنان عن الفئة دون 12 و 14 سنة لرمي الكرة الجلدية ورمي القرص. وبمشاركتي في بطولة غرب آسيا، حزت المركز الأول وحصلت على ذهبية في رمي القرص، كذلك فزت ببطولة غرب آسيا ونلت ذهبية عن رمي المطرقة، وسجّلت أيضاً رقماً قياسياً جديداً للبنان عن الفئة دون 16 و 18 سنة.

– كيف تمكنت من الحصول على هذا اللقب؟

كل رياضي مهما كان متمرساً وبذل مجهوداً شخصياً، يحتاج إلى من يدعمه ويرشده ويوجّهه، فأنا لولا إرشادات المدرّب وتوجيهاته لما تمكنت من الفوز بهذا اللقب.

– اختيارك لرياضة رمي القرص والمطرقة ألم يعرّضك لانتقاد الأهل والأصدقاء؟

أبداً، بل على العكس، فالنادي خرّج الكثير من البطلات في هاتين الرياضتين اللتين باتتا اليوم مشهورتين، وأؤكد أن والدتي كانت وما زالت داعمي الأساس في هذا المجال، ولولاها لما حققت نجاحات.

– نجاحك، هل شجع الأصدقاء على ممارسة ألعاب القوى؟

بالتأكيد، فمشاركتي في مباريات دولية وفوزي ببطولة غرب آسيا غيّرا نظرة الكثير من أصدقائي الى رياضة ألعاب القوى، فتحمّسوا لممارستها، وطلبوا مني النّصح والإرشاد، ولم أبخل عليهم بالنُّصح والتوجيهات.

– من هو مثلك الأعلى في رياضة ألعاب القوى؟

مثلي الأعلى هو مدرّبي ومدرب منتخب لبنان للناشئين والناشئات، وديع الحولي الذي فاز ببطولة غرب آسيا الأخيرة، وحصد أربع ميداليات ذهبية في الألعاب الفردية، وميدالية ذهبية في البدل، بالإضافة الى أربع ميداليات ما بين فضية وبرونزية.

– كيف تصفين علاقتك مع الرجل بشكل عام، ومع الحبيب أو الشريك المستقبلي في حال أراد منعك من ممارسة الرياضة؟

الرجل بالنسبة إليّ هو الأب الذي يدعمني ويرشدني في كل تصرفاتي وخطواتي، والرفيق الذي في حال وجدته، أعتبره بمثابة أخي فأصارحه بأمور معينة لا يمكنني البوح بها لأبي أو أمي، وهو أيضاً الحبيب، لذا أتمنى أن يكون شريكي المستقبلي رياضياً بكل معنى الكلمة، وذلك تجنّباً للمشاكل التي من الممكن أن تحدث بيننا في حال أراد لسبب أو لأخر منعي من ممارسة ألعاب القوى أو إبعادي عنها.

– هل أثّرت التمارين الرياضية في نتائجك المدرسية؟

بالتأكيد، فتحقيق نتائج كهذه يتطلباً دعماً من الأهل والمدرب، لتنظيم الوقت بين الدرس والتمارين، وبما يمكّنني من التمرّن لأربع مرات في الأسبوع والاهتمام بدراستي في الأوقات الباقية

– فوزك بهذا اللقب، هل سيؤثر في دراستك المستقبلية؟

لا، فوزي باللقب قد يتحكّم باختياري للاختصاص المعتمد، فربما أتخصّص في دراسة التربية الرياضية أو التربية الصحية واللياقة البدنية، أما أن يؤدي اللقب الى إبعادي عن التعلّم فهو أمر مرفوض بشدة.

– هل أثّرت ممارستك للرياضة في علاقاتك الاجتماعية؟

التمارين الرياضية لم تُثنني عن ممارسة أي نشاط اجتماعي، بل على العكس زادت من علاقاتي الاجتماعية وجعلتني أتمتع بروح رياضية محبّبة للجميع.

– كيف تصفين لحظة حيازتك بطولة غرب آسيا؟

كل رياضي يحلم بالوقوف على منصة التتويج ونيل الميدالية الذهبية لرفع علم بلده عالياً وسماع نشيد وطنه، وبكل فخر أشكر الله على نيلي ميداليتين ذهبيتين أُهديهما الى وطني لبنان في هذه البطولة.

– كيف استقبلك أهل قريتك فور حيازتك هذا اللقب؟

بعد الانتهاء من بطولة غرب آسيا لألعاب القوى، ولدى وصولي الى قريتي “عبرين”، فوجئت بحماسة أهل القرية وبالاستقبال الحاشد الذي أقاموه لي معبّرين عن فرحهم بالنتائج التي حققتها للبنان.

– علمنا أنك انضممت الى معسكرات خارجية من أجل التدريب، فمن دعمك مادياً؟

نعم، في صيف 2018 وبدعم من بلدية “عبرين”، وإشراف نادي “بترون ستارز” التحقت بمعسكر تدريبي في بلغراد في صربيا لمدة 10 أيام، مما عزّز مستواي الرياضي.

– كيف تصفين نظرة المجتمع الى المرأة الرياضية في مجتمعنا الشرقي؟

في مجتمعنا، تنخرط النساء في مجال الرياضة أكثر من الرجال، وذلك من أجل التمتع باللياقة البدنية والحفاظ على صحة الجسم.

ليا ديب بطلة غرب آسيا في الوثب الطويل

وننتقل في حوارنا الى ليا ديب بطلة غرب آسيا في الوثب الطويل، ونبادر بسؤالها:

– أي نوع من الرياضة تفضّل “ليا” وما البطولات التي فازت بها؟

أهوى الرياضة منذ صغري ولا سيما الركض، وانضممت منذ سنتين الى نادي “بترون ستارز”، حيث أتدرّب بشكل جاد ومتواصل، وقد تمكّنت من حيازة ألقاب عدة والمشاركة في بطولات دولية، منها: بطولة آسيا التي أُقيمت في هونغ كونغ، وبطولة العرب التي أُقيمت في تونس، كما حصلت على الميدالية الفضية في سباق التتابع (مع رقم قياسي لبناني جديد)، وشاركت أيضاً في بطولة غرب آسيا التي أُقيمت في لبنان وأحرزت ميدالية ذهبية في الوثب الطويل (مع رقم قياسي جديد لغرب آسيا)، وميدالية ذهبية في سباق التتابع (مع رقم قياسي جديد للبطولة)، إلى جانب حصولي على ميدالية ذهبية في الوثب الطويل لفوزي ببطولة لبنان التي ينظّمها الاتحاد اللبناني لألعاب القوى كل عام (عن فئة 100 متر حواجز) مع رقم قياسي لبناني جديد.

– نيل الألقاب البطولية يحتاج الى جهد ومتابعة حثيثة، فماذا عنك؟

إن مدرّبي فادي الحولي مشهود له بجدارته وكفاءته، وأنا أحرص على العمل بإرشاداته وتوجيهاته، وبإشرافه أخضع الى تدريبات أسبوعية، وأؤكد أن الانتظام في التدريبات الرياضية والتوجيهات والارشادات أدت في نهاية المطاف الى حيازتي هذه الألقاب.

– يؤكد البعض أن حيازة الألقاب تؤثر في النتائج المدرسية وربما تؤدي الى الانسلاخ عن الدراسة تدريجاً، هل ينطبق هذا الامر على “ليا”؟

من المستحيل أن أترك الدراسة، وأكثر من ذلك سأختار اختصاصاً له علاقة بالرياضة أو يكون مكملاً لها، وأوكد أن الرياضة لن تؤثر في نتائجي الدراسية، لأنني وبتوجيه من أهلي ومن مدرّبي الخاص، نظّمت وقتي ما بين الرياضة والدراسة وحياتي الاجتماعية.

– وهل أثّرت الرياضة في علاقاتك الاجتماعية؟

الرياضة أثّرت إيجاباً في حياتي الاجتماعية وزادتني قناعة بأن الفرد لا يمكن أن يحيا لوحده، بل يجب أن يعيش في بيئة اجتماعية تحتضنه وتُشعره بالأمان.

– من هو مثلك الأعلى في عالم الرياضة؟

كل رياضي ناجح تعب وثابر وصعد سلّم النجاح درجة درجة وصولاً الى العالمية هو مثلي الأعلى في الرياضة.

– من هو داعمك الأساسي في الرياضة؟

أكثر من دعمني في الرياضة هم أهلي ونادي “بترون ستارز” ممثلاً برئيسه ومدرّبي وديع الحولي، والسيد وسيم الحولي عضو اتحاد غرب آسيا لألعاب القوى وأمين صندوق الاتحاد اللبناني لألعاب القوى.

– ممارستك للرياضة، هل عرّضتك لانتقادات من الرفاق؟

لا، بل على العكس، فحيازتي للألقاب جعلت رفاقي يفتخرون بي، كما أنني نصحت عدداً منهم بمزاولة الرياضة بانتظام، من أجل الحفاظ على صحتهم ولياقتهم البدنية من جهة، ومن أجل ممارسة هواية قد تؤدي يوماً ما إلى تفوقهم وفوزهم بألقاب رياضية من جهة ثانية.

– كيف ينظر اللاعبون الصغار في النادي الى ليا ديب؟

يضم النادي الكثير من اللاعبين الصغار الموهوبين الذين يتمرّنون بانتظام وأرى أن لهم مستقبلاً واعداً في مجال الرياضة، والتدريب معهم أثّر إيجابا فيهم وأعطاهم دافعاً أكبر للعمل الجاد.

– وهل عارض أحد من أهلك فكرة انضمامك الى النادي في مجال ألعاب القوى؟

لا، علاقتي مع أهلي ممتازة، فهم جميعاً يحبّون الرياضة ويشجّعونني دائماً على مواصلة الركض، ويدعمونني بقوة بحيث يحرصون على المشاركة في كل سباقاتي.

– هل يمكن أن ترتبطي مستقبلاً برجل لا يحب الرياضة أو يمنعك من مزاولتها؟

من المبكر الحديث عن موضوع كهذا، لأنني أهتم حالياً بدراستي، أما مستقبلاً فلن أرتبط بشخص يمنعني من الرياضة، بل سأسعى لاختيار شريك يحب الرياضة ولا يقف حجر عثرة أمام تحقيق طموحاتي وأهدافي في مجال الرياضة.

– ما رأيك بنظرة مجتمعنا الى الفتاة الرياضية؟

بدأت الفتاة في مجتمعنا تثبت جدارتها في كل الميادين، ومنها الميدان الرياضي، ولذلك تغيرت نظرة مجتمعنا الى المرأة، لا سيما بعد أن تفوّقت في شتّى مجالات العمل وأكدت أن ليس هناك ميدان حكراً على الرجال فقط، وها هي على الصعيد الرياضي تشارك في بطولات محلية وعالمية جنباً الى جنب الرجل وباتت تنافسه على حصد الألقاب.