سد المسيلحة في البترون: تبخّرت المياه…

سد المسيلحة، الثلاثاء 28 كانون الثاني 2020: لا مياه

بترون نيوز – ميشال الزبيدي
بداية العام تصدرت اخبار وسائل الاعلام الوزيرة ندى بستاني متفقدة سد المسيلحة في البترون، وقد قالت يومها:  ثلث السد امتلأ بالمياه، وكل هذا بفضل الامطار، لافتة الى ان لبنان بحاجة لسدود أكثر لتصبّ مياه الامطار بمكان واحد ويُعاد توزيع المياه على المنازل. 

الخبر جميل خصوصا ان سد المسيلحة بني على نهر الجوز، بهدف تأمين مياه للشفة كما الصناعة، بكمية 30 ألف متر مكعب يومياً، كحاجات إضافية لما بين الاعوام 2035 و2040، وري مساحة 1500 هكتار في ساحل البترون والكورة وتبلغ سعة السد المفترضة ستة ملايين متر مكعب.

اليوم وبعد ثلاثة أسابيع على زيارة الوزيرة وبعد الهمروجة الاعلامية، تبخرت المياه… لا مياه في السد، نعلم ان الهدف الرئيسي من السدود هو الحفاظ على المياه من أجل الاستعمال مع إمكانية استخدامها في توليد الكهرباء، في لبنان “لم يحصل” ولن يحصل.


المياه لحقت بالاموال والاموال هي ملايين الدولارات.. ليس هذا هو الخبر، الخبر هو الصمت، الصمت المطبق من المعنينن، اخبرونا اي شيء، قولوا لنا الشمس الساطعة بخرت المياه، قولوا افرغناه لانه تلوث بمخلفات الطيور او بمياه المجارير، او ان الزلزال الذي ضرب تركيا وهزاته الارتدادية في لبنان شققت السد واعادت المياه الى البحر، انه الفشل، كما كل مشاريعكم الفاشلة وتحميل اسباب سقوطكم الى من حولكم.

ليس فقط سد المسيلحة، ففي مطالعة لتجربة السدود في لبنان تبين ان: سد بريصا بني على ارض طبيعتها غير صالحة لهكذا مشروع، سد بقعاتا تسبب بانهيارات صخرية، سد القرعون تحول الى نظام صرف صحي ومخزنا للمجارير، سد بلعا كلف الدولة اللبنانية مبالغ هائلة لم تكن في الحسبان اما عن سد جنة فقد لوث نهر ابراهيم ونزع عنه الصفة البيولوجية المميزة والغنية .

طلبت منكم تبرير، لا الافضل ان تصمتوا، “واذا ابتليتم بالمعاصي فإستتروا”، استتروا لانكم سبب جوع الناس، سبب الهجرة والموت على ابواب المستشفيات، سبب دموع العجائز وحرقات الآباء…

إرحلوا.. متى ترحلون؟؟؟ ولكن قبل الرحيل.. ازيلوا سدودكم، إهدموها واسمحوا للأنهار بالتدفق بحرية في مسارها الطبيعي.

وإلى الشعب الثائر: غدا ستشرق الشمس، وسترحل افول السارقين الناهبين، ستختفي وجوههم في غياهب ليل طويل، غدا ستنبت الزهور وتعود المياه الى مجاريها… غدا، إعطوا خبزكم للخباز… وما رح ياكل نصو….